كلِمةُ رثاءٍ ، ألقيتْ في حَفلٍ تأبيــنِ
المرحوم ،بأذن الله، محمّد جادالله شريم،
في جمعيّةِ "ديرأبان" ، يومَ الجُمعـــةِ،
في الثاني عشَرَ منْ ربيعٍ الأول 1439 هـ
المُوافق ألأول من كانون الأول 2017 م.
بسم اللهِ الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمْدُ للهِ ربِّ العالمين .. وأصَلّي وأسّـلِّمُ
على خيْر الخلْقِ ، وخاتَمِ النبيّين ، وعلى آلِهِ
وصحبِهِ أجمَعيـــن .
بسم اللهِ الرحمن الرّحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" كُلُّ نفسٍ ذائِقَةُ الموْتِ ، واِنَّما تُوَفَّوْنَ أجورَكمْ
يوْمَ القِيامةِ ، فَمَنْ زُحزِحَ عَنِ النّارِ وأدخِلَ الجَنَّـــةَ
فقد فازَ ، وما الحَياةُ الدُّنيا الاَّ مَتاعُ الغُــرور" .
صَدَقَ اللهُ العظيم
هِيَ الحقيقةُ الأزليَّةُ .. حقيقَةُ الموْتِ ، الذي يُغيِّـبُ
الأنسانَ عنْ أهلِهِ وولدِه ، وعنْ دارِهِ ووطنِـهِ ، وعن
صحبِهِ ومُحِبِّيهِ ، وعنْ مالِهِ وزُخرُفِه،بعدَ حياةٍ اختَلطَ
فيها الأيمـانُ بالجُحود ، والشّكُّ باليَقيـن ، والعمَـــــلُ
الصّالِحُ بالطالِح .
فما أجمَلَ أنْ يُكرَّمَ انسانٌ بسيرَتِهِ المَجيدةِ ،وأفعالِـهِ
الحميدةِ،بعدَ أنْ قطعَ شوْطهُ في العمَلِ والأداء،وأكمَـــلَ
مِشْوارَهُ في التَّدَفُّقِ.. وها نحنُ اليومَ نُكَرِّمُ أخانا الكبيـر
"الحاج محمّد جادالله شْريم" ، بعدَ أنْ رحَلَ عن الدُّنيا،
بوجهٍ مُسفِرٍ،وقلبٍ سَليم .. يشْهَدُ عمَلُهُ الدّؤوبُ،لخدمةِ
وطنِهِ المُحتَلِّ ، وقريَتِهِ الأســيرَة .
نُكَرِّمُكَ،اليـوْمَ ، يا "أبا يوسُف" بعدَ أنْ ترجّلــتَ عنْ
صَهوَتِكَ التي امْتطيْتَها منذُ نَيِّفٍ وسِتّيـنَ عاماً ، تـَزرَعُ
الخيْرَ ، وتجني الثَّمَرَ .. وتنـشُرُ الموَدَّةَ والأُلفَــــةَ بيْنَ
النّاس .. فكانتْ سيرَتُكَ عَطِرةً ، وذِكْراكَ طيِّبةً، عَمَّــت
الآفاقَ،واخترَقَتِ الحَواجِزَ،واختَزَلَتِ المَسافاتِ،وتربَعْتَ
في قُلوبِ مُحِبّيكَ وعارِفيكَ .. ومَنْ أبعـــدُ منَ الأصْــــلِ
والعَشـيرةِ ، في قريَتِكَ الحبيبـة .
كُنّا نستأنِسُ بكَ عندَ اللقاءِ ، بِبسمَتِكَ الرَّضِيَــــــةِ ،
وكَلِماتِكَ النَّدِيَّةِ ، وحنانِكَ الأبَويِّ ، الذي شَمَـلَ كُلَّ مَنْ
عَرَفكَ وجالَسَكَ ، واستَمَـعَ اليْك ..فكنتَ نجْماً لامِـعاً في
سَماءِ "ديرأبان" .. ترْنـو اليْكَ العُيونُ ، ويُشارُ اليْــكَ
بالبَنان .. ونذكُرُكَ ،الآنَ، معَ هذا الجمْعِ المُباركِ،وأنتَ
في روْضةٍ ، انْ شاءَ اللهُ ، منْ رِياضِ الجَنّةِ ..تُظلَّلُهـــا
الرحمَةُ ، ويغمُرُها الرِّضى ، منْ لدُنْ حكيمٍ عليم .
للهِ أنتَ يا "أبا يوسُف"..كمْ كنتَ بارّاً بقريَتِكَ ،مُحِبّاً
لها ، أميناً على رسالتِها ، حريصاً على احياءِ ذِكْرِهـــا،
وابْرازِ اسْمِها ، واظهارِ مكانَتِها ، فشاركْتَ اخوانَــــــكَ
المَيامينَ ،منْ أبْناءِ "ديرأبانَ"،بجُهدِكَ ومالِكَ ،مُشاركةً
فعّالةً ثَريّةً ، لهَجتْ بها الألسُنُ ، واطمأنتْ لها الأنفُسُ،
ليَتحقَّقَ الحُلمُ ، وتصدُقَ الرُّؤيا ، في اقامةِ هذا الصّرحِ
المُبارك، "جمعِيَّةِ ديرأبان" .
ايهِ يا "أبا يوسُف"، قد راعَنا ،والله، موْتُكَ ،وهَزَّنـا
فِراقُكَ .. وعزاؤنــا أنهُ قضاءُ اللهِ الحتْمِيُّ على كُلِّ حـيَ ..
وعزاؤنا في موْتِكَ ، أنْ قد عرفناكَ رجُلاً تَقِيّاً نقِيّاً مُؤمِناً،
نَقِيَّ السّريرَةِ ، بَعيدَ البَصيرة ، عِشتَ حميدَ الخَبَرِ ،وَمِتَّ
كَريمَ الأثَــر .
رحِمَكَ اللهُ يا ذا النفسِ الزكيّةِ،والرّوحِ الرّضيَّةِ ، فلَئنْ
غِبْتَ عَنّا ، فلنْ يَغيبَ طيْفُك ، ولنْ تنقَطِعَ ذكْراكَ..وسَتَظلُّ
سيرَتُكَ على الألسُنِ ، وحُبُّكَ في القُلـوب .
ندعو اللهَ لكَ الرحمَةَ والغُفرانَ والرِّضى معَ
" الذينَ أنعَمَ اللهُ عليْهمْ منَ النبِيِّينَ والصِّدِّقينَ والشُّهَداءِ
والصّالِحينَ ، وحَسُنَ أولئكَ رفيقـاً " .
وسَلامٌ عليْكَ في الأوَّلينَ والآخِريــن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ