يا حَبَّةَ العيْنِ ، وفارسَ المِضمـار .. لا أدري ماذا أكتُبُ
لكَ ، وماذا أسَطِّرُ عنكَ ؟؟ .. الكلِماتُ تتقافزُ فَرَحاً .. والقلمُ
يهتزُّ طَرَباً ..وهلْ يكفي الشُّكرُ لِمنْ أوجَبَ الشُّكرَ الى نفسِه،
بعدَ أن اقتحمَ اللُّجةَ ، وغاصَ الى الأعماق ، ليخرُجَ باللآليءِ
والجوهـر، منتَصِراً على الأمواجِ العاتيةِ ، ضاحكاً،مستبْشِراً،
مشرئِبَّ العُنُق..مُبتهِجاً بما يحمِلُ منْ آلاءٍ ونِعَمٍ يذروها على
الناس .. تتلقَّفُها العُقولُ ، وتختَزنُهـا الأذهـان .
يا أبا العِلمِ ، ومُعلِّمَ الأجيال .. لقد ،والله، وفَّقكَ اللهُ ، منذُ
أن بدأتَ ، غضّاً ناعِماً ، الى أنْ غدوتَ رجلاً نافعاً ، تخـوضُ
معامعَ العلمِ بقوَّةٍ وعزم،وتصميمٍ واصرار،لمْ تخذِلْكَ الصُّعوباتُ،
ولمْ تَنَلْ منكَ العقَبات .. الى أنْ حقّقتَ أمنياتِكَ ، وحصلتَ على
ما تُريدُ منْ درجاتِ العلمِ،ومراتبِ المعرفةِ..فكانت "الدكتوراة"
رأسُ الهَرَمِ،مُوشّحةً بأكاليلِ الفُلِّ والغار،من جامعةِ "كنساس"
الأميركية .. ومن ثَمَّ بدأتَ رحلةَ الخيْرِ والنَّفع .. فكانَ نَتاجُها
أربعينَ عاماً مُعلِّماً وعميداً لامِعاً في الجامعاتِ الأردنيةِ والعربية،
وخمسينَ مُؤلَّفاً في العلومِ التَّربويةِ،ونَيِّفاً ومئةَ بحثٍ في مجالاتِ
العلمِ المعتمدة .
وهأنتَ لازلتَ ممتَطِياً حِصانكَ ، ترودُ الطريقَ ، وتشحذُ الهِمَمَ
وتطرُقُ العقولَ لأجيالٍ تعلِّمُها،في دِيارٍ عَرَفتكَ،أشادتْ بكَ وأحبّتكَ،
بعدَ أنْ غدوْتَ نجماً ساطِعاً ،وشِهاباً لامِعاً،لا يخبو بَريقُهُ ما دامتِ
الحياة .. دُمتَ أبا خلدون ، ودامَ عزُّكَ .. ولكَ منّي كلَّ حبٍّ وتقديرٍ
واحترام .. وبالتوفيقِ والنجاحِ دائِماً باذن الله .