- بينما كان رسول الله ذات يوم في غار حراء يتعبد إذ جاءه الوحي, وكان ذلك في 17 رمضان عام 13 قبل الهجرة وهو يوافق اول شباط من عام 610 من ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام وكان رسول الله قد اتم الأربعين عاما, فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما انا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد, ثم ارسلني فقال: اقرأ, فقلت: ما انا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد, ثم ارسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما انا بقارئ. فأخذني فغطني الثالث, ثم ارسلني فقال: "أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم " فرجع بها رسول الله يرجف بها فؤاده, فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني زملوني, فزملوه حتى ذهب عنه الروع وأخبر زوجه بما حصل فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله ابدا, إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقرئ الضيف, وتعين على نوائب الحق, ثم قصت ما حدث على ورقة بن نوفل فكلم رسول الله فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزّل على موسى, يا ليتني فيها جذعا, ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله : او مخرجي هم؟ قال: نعم.
- ثم فتر الوحي وبعد ان اشتاق الرسول إلى الوحي وبينا رسول الله يسير إذ سمع صوتا من السماء فرفع بصره فإذا الملك الذي غطه في غار حراء جالس بين السماء والأرض فرعب اشد الرعب وتذكر ما حدث معه في الغار فعاد إلى البيت مسرعا فأنزل الله تعالى " يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر " وأنزل الله تعالى " والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللأخرة خيرٌ لك من الأولى )
- بدأ سيدنا محمد
يؤدي الرسالة ويدعو قومه فبدأ بأقرب الأقربين وأصدقائه ومن يتوقع ان يلبوا دعوته فآمن علي الذي يعيش في كنفه وزوجه خديجة وخادمه زيد وصديقه ابو بكر الذي بدوره رضي الله عنه دخل على يديه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله
- لم يظهر المسلمون عبادتهم حذرا من تعصب قريش لدينها ووثنيتها فأخفوا ذلك حتى وصل عددهم ما يربوا على الثلاثين فاجمتمع المسلمون في دار الأرقم بن ابي الأرقم المخزومي وكان رسول الله
يلتقي بهم يعلمهم دينهم ويوضح لهم الطريق بالإضافة الى دور اخرى كانت مراكز فرعية للدعوة مثل دار سعيد بن زيد
- استمر الحال على ما هو عليه لمدة ثلاث سنوات حتى نزل قول الله تعالى " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله الها آخر فسوف يعلمون " الحجر وكان ذلك امرا من الله سبحانه وتعالى بالجهر بالدعوة فصعد على جبل الصفا ودعا الناس إلى التصديق بدعوته والإيمان بالله ورسوله
- بدأ رسول الله بالجهر بالدعوة في كل مجمع وناد وفي المسجد الحرام يحدثهم ويتلوا عليهم القرآن وينتهز موسم الحج من كل عام ليلتقي القبائل قبيلة قبيلة فيعرض عليها الإسلام
ونكمل في الحلقة القادمة ان شاء الله