الكتاب الرابع عشر
التعلم الخبراتي أو التجريبي
( أول مرجع باللغة العربية عن التعلم الخبراتي أو التجريبي)
وهو هدية علمية في العام الميلادي الجديد 2014


- صدر قبل عدة أسابيع عن دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع في عمان ، أول مرجع باللغة العربية عن موضوع تربوي مهم وحديث جدا تحت عنوان " التعلم الخبراتي أو التجريبي Experiential Learning" للأستاذ الدكتور جودت احمد سعادة ، عميد كلية العلوم التربوية وعميد البحث العلمي السابق في جامعة الشرق الأوسط الأردنية ، وذلك خلال العام الميلادي الجديد 2014 م . ويقع هذا الكتاب المرجع في (488) صفحة من القطع الكبير ، بالإضافة إلى أنه مجلد تجليدا فاخرا.
- ومن المعروف أن ميادين التربية والتعليم المتعددة تتطور وتتقدم بفعل المجهودات الجبارة التي يقوم بهاعلماؤها والباحثون في قضاياها المتنوعة على مدار الساعة في مختلف أرجاءالعالم . وتبقى العملية التعلمية تمثل العمود الفقري لاهتمام الجميع من أساتذة جامعات ومعلمين ومديرين ومشرفين تربويين وأولياء أمور وطلبة ، وذلك لأنهاتمثل حجر الزاوية في بناء طالب اليوم ورجل الغد الذي نريد ونأمل.
- ولن يتم مثل هذا كله إلا في ضوء الأفكار التربوية النيرة التي تطرح من وقتٍلآخر من هذا المفكر أو ذاك ، أو من هذا الباحث أو ذاك . وقد رأينا نظرياتمتعددة ، وآراء متنوعة ، وأفكار كثيرة ، تظهر في العقود القليلة الماضية حول التعلم في المدارسوالمعاهد والجامعات ، كان من أهمها ما دار حول التعلم التعاوني ، ثم حول التعلمالنشط ، وأخيراً التعلم الخبراتي أو التجريبي.
- ورغم ظهور عدد كبير من الكتب والمؤلفات والبحوث حول التعلم التعاونيوالتعلم النشط ، إلا أن التعلم الخبراتي كان وللأسف مصيرهُ النسيان الكاملفي المكتبة العربية حتى الآن ، مما جعل من ظهور كتاب حوله من الواجباتالتربوية المهمة على المربين العرب أن يقوموا بها ، حتى ينقلوا للأجيال الناشئة أحدثالنظريات حول ذلك النوع من التعلم الأكثر ديمومة وفائدة. ومن هنا جاءت فكرة تأليف هذا الكتاب المرجع ، والذي يمثل الأول من نوعه فياللغة العربية حتى الآن ، كي يتناول موضوعات كثيرة ومتنوعة تعتبر في غاية الأهمية عن هذا التوجه التربويالجديد.
- ويتألف هذا المرجع من خمسة عشر فصلاً تُلقي الضوء بقوة على التعلمالخبراتي أو التجريبي كفكرة تربوية حديثة لابد منها في البيئة التربويةالعربية. وقد دار الفصل الأول من الكتاب حول تعريفات التعلم الخبراتي أو التجريبي Experiential Learning Definitions ، ونبذة تاريخية عنه Background ، وجهود المربي المشهور جون ديوي John Dewey فيه ، ثم مبادئ التعلم الخبراتيExperiential Learning Principles، والفرق بينه وبين التعلم التقليدي ، ودور المعلمين والجمعيات العلمية في دعم التعلم الخبراتي وتطبيقه .
- أما الفصل الثاني فقدركز على موضوع مهم يتمثل في نظرية التعلم الخبراتي أو التجريبي Experiential Learning Theory كما طرحها أشد المناصرين لهذا النوع منالتعلم وهو المربي كولب Kolb ، وذلك من حيث قائمة نمط التعلم ، والأنماط الأربعةالرئيسة الأخرى للتعلم ، بالإضافة إلى عوامل تشكيلها جميعاً ، وتقييم نظرية التعلم الخبراتي من جهة والتوجهات الجديدة لها من جهة ثانية.
- وتناول الفصل الثالث للكتاب المرجع أهمية التعلم الخبراتي أو التجريبي Importance of Experiential Learningمن حيثاستراتيجيات التدريس والتعلم الخبراتي في كل من التعليم العالي والتعليم العام ، ودور أساتذة الجامعات ومعلمو المدارسوالطلبة فيه ، وإطار الوقت المطلوب والعروض التقديمية في التعلم الخبراتي ، وأهميته أو فوائده في الميدانالتربوي ككل .
- أما الفصل الرابع من الكتاب فعالجَ مفهوم التعلم عن طريق العمل Learning By Doing، من حيثخطوات تطبيق التعلم الخبراتي أو التجريبي ، وطرح الأسئلة فيه، ودمج مهارات الحياة منخلاله ، وإيجابيات هذا النوع من التعلم وسلبياته.
- وركز الفصل الخامس على فعالية التعلم الخبراتي أو التجريبيEffectiveness of Experiential Learning، وذلك من حيثاهتمامات الطلبة فيه ، وموقع الخبرات الأولية والثانوية من هذا النوع من التعلم ، والمناهجالتخصصية الضرورية له، والمعرفة الناتجة عنه ، والنظرة المستقبلية الخاصة به .
- وتناول الفصل السادس موضوعاً في غاية الأهمية التطبيقية ، يتمثل في أساليب التعلمالخبراتي أو التجريبي Experiential Learning Methods من حيث متطلباتها، وأنواعها الثلاثة عشر وهي : أسلوبالدفع والسحب Push and Pull Method ، وأسلوب جاذبية التجريد من الأعلى الى الأسفل Abstraction Gravity from High to Low Method، وأسلوب الحل قبل التجريدSolution Before Abstraction Method، وأسلوبمفهوم واحد مع عدة تطبيقات One Concept-Several Implementations Method، وأسلوب المرور بالخبرة في الأشياء الدقيقةفالصغيرة فالكبيرة Experiencing in the Tiny , Small and Large Things Method، وأسلوب النظر قبل السمعSee Before Hear Method ، وأسلوب بناء الثقة والمحافظة عليها Build and Maintain Confidence Method ، وأسلوبالبناء في الفشل Built in Failure Method، وأسلوب الدببة الثلاثة Three Bears Method ، وأسلوب المهمة المستحيلة Mission Impossible Method ، وأسلوبعرض الطريقة Expose the Process Method، وأسلوب تصميم الطالب النشط Student Design Sprint Method، وأسلوب طاولة روبين Round Robin Method، وفي نهاية هذا الفصل تم التطرق الىالمشكلات البيئية المصاحبة لتطبيق أساليب التعلمالخبراتي الثلاثة عشر.
- ويهتم الفصل السابع من هذا الكتاب المرجع بالتعلم الخبراتي أو التجريبي كبيئة عمل منتجة Productive Work Environment for Experiential Learning ، من حيثالعناصر الأساسية لها، وإنشاء بيئة مشجعة لذلك، وإدارة الجودة الشاملة Total Quality Managementفي التعليم والتعلم الخبراتي ، والإبداع والجودة الإبداعية لهذا النوع من التعلم ، وطريقةالتدريس الملائمة في تلك البيئة، والعمل ضمن الفريق فيها ، والمنظمات التعليمية الناجحة والداعمة لها ، والتغير المؤثرفي البيئة المنتجة للتعلم الخبراتي.
- أما الفصل الثامن فقد تناول دور التعلمالخبراتي في تنمية العلاقات المتبادلة بين الأفراد Developing Interpersonal Relationshipsمن حيث المهاراتالشخصية المطلوبة للتعلم الخبراتي أو التجريبي مثل فهم الناس ، والتعبير عن الذات بوضوح ، والتأكيد على الحاجات ، والبحث عن التغذية الراجعة Feed Back والعمل على تقديمها ، والتأثير على الآخرين ، وتسوية الصراعات ، ولعب دور الفريق ، وتغيير الأدوار عندما تتعقد العلاقات بين الأفراد والجماعات ، والتحديات المرافقة لكل هذه المهارات ، والخطوات الضرورية لتنمية العلاقات المرغوب فيها بين الناس ، ودور التعلمالخبراتي في تنمية العلاقات البينشخصية ضمن الخطوات الثماني السابقة ، وتطبيق تلك المهارات على الوظائف ميدانيا وذلك قبل البرنامج التدريبي وخلاله وبعد الانتهاء منه .
- ونظراً لأهمية الشخصية القيادية PersonalityLeadership في العملية التعليمية التعلمية ، فقد عالجالفصل التاسع دور التعلم الخبراتي أو التجريبي في تنمية هذه الشخصية المرغوب فيها ، وذلك عن طريق التعلم بالخبرة ، وأهمية تطبيق أسلوبالمحاكاة ودوره Simulation Roleفي المؤسسات التربوية والصناعية والإدارية المختلفة ، ودور كل من التقييم والتحدي في قيادة أنشطة المحاكاة التجريبية .
- وتناول الفصل العاشر دور رواية القصة Story Telling في التعلمالخبراتي أو التجريبي ، وذلك من حيث الربط بين رواية القصص المختلفة والخبرات المتنوعة الممكن المرور فيها ، والوظائفالأساسية للقصص في هذا النوع من التعلم ، والقواعد الأساسية للتعامل معهذه القصص ، وبعض الأفكار المفيدة لاستخدام القصص في التعلم الخبراتي أو التجريبي ، والكفايات الضرورية للقائد التعليمي الذي يتعامل مع القصص مثل كفاية الاختيار ، وكفاية رواية القصص ، وكفاية التصميم ، وكفاية الفهرسة ، وكفاية التأليف أو التركيب ، وكفاية التأمل ، وكفاية الاستنتاج ، وكفاية الإصغاء ، وكفاية الملاحظة .
- واهتم الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب المرجع بموضوع ورش العمللدعم التعلم الخبراتي أو التجريبي Workshops to Support Experiential Learning ، وذلك منحيث تعريف هذه الورش ، وأهميتها ، والحكم عليها ، ودور مقدم ورشة العمل من أجل إنجاحها ، وتطبيقنموذج كولب Kolb Modelللعمل على تطويرها ، ولا سيما من حيث مهام تطوير الورشة ، واستخدام أنماط التعلم لفهم المشاركين فيها ، واستخدام مهارات تسهيل الورشة لتشجيع التعلم الخبراتي ودعمه ، واختتم الفصل بطرح نموذج تكاملي لتطوير ورشة العمل في التعلم الخبراتي أو التجريبي .
- أما الفصل الثاني عشر فقد كان مكملاً للفصل الحادي عشر ومؤكدا على أهمية ورش العمل ،وذلك بالتركيز على تصميم ورشة العمل Workshop Designالخاصة بالتعلم الخبراتي ، من حيث جمع المعلومات ، والتفكيرفي إعداد الورشة ، والوقت والجهد المطلوبان لتحضيرها ، والأطراف المشتركة في هذهالورشة ، والعلاقة المرغوب فيها بين أفرادها ، ومبررات عقد ورشة عمل التعلم الخبراتي ، ووقتها ، ومكانها ، وإجراءاتها ، وتحديد حاجات المشاركين فيها ،والتقييم الرسمي لها.
- وتناول الفصل الثالث عشر من هذا الكتاب المرجع موضوعا مهما للغاية هو الذكاء العاطفي وتنمية التعلم الخبراتيEmotional Intelligence and Developing Experiential Learning، وذلك من حيث توضيح عدة مهارات مهمة للذكاء العاطفي ولها علاقة وثيقة بالتعلم الخبراتي مثل تقدير الذات، وطرح تغذية راجعة سلبية ، والعواطف الإيجابية الضرورية ، والسعادة المطلوبة ، والواجب المنزلي ، وتحقيق الذات،والتطرق الى الاعتبارات المهمة للتدريب الميداني من أجل زيادة النمو العاطفي ، والقرارات المهمة لتنمية الذكاء العاطفي في التعلم الخبراتي ، واستراتيجيات تنمية الذكاء العاطفي في التعلم الخبراتي ، والتغذية الراجعة المطلوبة في هذا الصدد ، والتمارينوالتدريبات المناسبة له .
- وركز الفصل الرابع عشر من الكتاب على عمليةتقويم التعلم الخبراتي أو التجريبي Evaluating Experiential Learningمن حيث أهمية ذلك التقويم ، وأنواعه المختلفة ،وقوائم الرصد المستخدمة فيه، ومعايير التصحيح المتعددة في التعلم الخبراتيالمعتمدة على الجودة ، وتلك المعتمدة على الاستقصاء ، ونماذجالمشاريع في التعلم الخبراتي، ونماذج التقويم الأساسية له، وملفات الإنجاز ذات الضرورة للاستعمال فيه .
- ونظراًلأهمية الاطلاع على التجارب العالمية في مجال التعلم الخبراتي أو التجريبي ،فقد تناول الفصل الخامس عشر والأخير من هذا الكتاب المرجع على المدارس المرموقة التي طبقت هذاالنوع من التعلم ونجحت فيه باعتراف الأفراد والهيئات المهتمة بالتعلم الخبراتي ولاسيما مدرسة MET، ومدرسة ELOB، ومدرسة منيسوتا Minnesota، ومدرسة سوهيجان Souhegan ،وجميعها في الولايات المتحدة الأمريكية ،وذلك من حيث المبادئ التي تقوم عليها هذه المدارس ، وبرامج التدريب العمليفيها ، والأنشطة التي تطرحها وتتابعها مع الطلبة والمعلمين والمشرفين التربويين ، وذلك حتى يمكن الاستفادة من خبرات هذه المدارس في بيئتنا التربوية العربية من المحيط إلى الخليج.
- وعلى الرغم من أن هذا هو أول عرض للكتاب يراه القارئ العربي ، وأن هذا المرجع يمثل التجربة التأليفية الأولى حول التعلمالخبراتي أو التجريبي في المنطقة العربية ، ورغم اشتمالهِ على موضوعات كثيرةوأفكار متنوعة ومراجع كثيرة جداً حول هذا التوجه التربوي الحديث ، فإن الكمال يبقى لله وحده ،إذ لا يدعي المؤلف بأنه قد قام بتغطية جميع الموضوعات لهذا النمط من أنماط التعلم المهمة ، بل يترك المجال للباحثين والمؤلفين والمهتمين في هذا الميدان التربوي المنشود للإضافة والتطوير عليه في المستقبل ،حتى تكتمل الصورة الساطعة عن التعلم الخبراتي أو التجريبي ، وأن هذا الكتاب سيبقى مرجعاً مُهماً نأمل أن يسد فراغاً كبيراً فيالمكتبة التربوية العربية شرقا وغربا ، مع تطلع المؤلف إلى آراء الباحثين والمربين العرب السديدة، وأفكارهم النيرة ، لأخذها في الحسبان في الطبعات التالية لهذا الكتاب المرجع،آملا أن نتلقى المزيد من التغذية الراجعة البناءة ، التي تضيف إليه المأمول من القوةوالدقة والاتقان في المحتوى المعلوماتي والتنظيمي والإخراجي ، والله ولي التوفيق.