"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ( 139 ) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ( 140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ( 141 ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ( 142 ) ال عمران
والله لكأن الآيات تتنزل علينا الآن بهذا الوصف الدقيق لما يحدث الآن على الساحة وكأنها تثبتنا وتعطينا قوة إلى قوة وتعطي اخوتنا المصريين الصادقين الثابتين المرابطين قوة وإباء وتمسكا بالحق وتشبثا به رغم كل الآلام ورغم كل المصائب إلا ان ذلك يهون حينما تقرأ هذه الآيات مطمئنا بأن الله اتخذ واصطفى من بيننا شهداء يصعدون الى جنات النعيم
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين: نزلت في أحد وها هي تبقى آيات تُتلى وتصف حال ما جرى في أحد وما جرى في رابعة وما سيجري في غيرها لأصحاب الحق وأنصاره
فأنتم الأعلون يا اصحاب الحق وأنتم الأشراف فلا تضعفوا ولا تتقاعصوا عن مقاومة الأشرار وجهادهم فإن الغلبة ستكون لكم وستفرحون بنصر الله
إن يمسسكم قرحٌ: شهداء وجرحى ومصابين ومن أحرق ومن تفتت دماغه ومن انفتحت بطنه ومن نزلت امعائه على الأرض وهو حي, فقد مس القوم قرحٌ مثله: ولكنهم يكابرون فوالله الذي لا إله غيره إنهم مغتاظون محنوكون من جموعكم وصمودكم ومن اعدادكم ومن قوتكم ولكنهم يكابرون وهذا حال المستبدين والمستعبدين ورحم الله الكواكبي الذي وصف حالكم وفضحكم في كتابه طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
وما ذلك إلا ليعلم الله الذين آمنوا وهو يعلمهم ولكن ليبين الخبيث من الطيب وليغربلوا ونعرف الصادقين ونعرف المنافقين ورابعة لم تدع منافقا إلا فضحته ولم تدع كذابا إلا وأسقطت عنه ورقة التوت, فبان الجميع على حقيقته المؤمن والصادق والمنافق والكذاب والمداهن
وأيضا ليتخذ منكم شهداء يرقون إلى جنات النعيم ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم فلا تفزعوا مما ترون فإنهم يُطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا
والله لا يحب الظالمين: الذين قتلوا وسفحوا ودمروا وأحرقوا وقنصوا فأولئك لا يحبهم الله لأنهم ظالمون قاتلون ومن اظلم ممن قتل نفسا بغير حق وبغير نفس إلا طاغ وظالم ومتجاوز فبشرهم بعذاب أليم, "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "
وليمحص الله الذين آمنوا فيختبرهم ويمتحنهم ويمتحن صمودهم وقدرتهم وصبرهم وسيمحق الكافرين وينصركم عليهم
ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين فهي مسألة امتحان كذلك وتمحيص ليفوز المؤمن الصابر الصامد فيها بجنات النعيم التي تستحق منا الشهادة والتضحية والصبر في سبيل الحق والله غالبٌ على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون والحمد لله رب العاليمن