في سنة 89 كان اهالي ديرابان يشكلون 13% من قطاع النقل الخارجي في الأردن وكان لنا ممثلين بنقابة اصحاب الشاحنات الأردنية وكان لنا شعار نوسم به شاحناتنا من الخلف وهو شعار D-R ولا اعرف من كان صاحب فكرة الوسام ولاكنها كانت دليل للتعارف بيننا في الملمات والمصائب ابعدكم الله عنها جميعا
وفي يوم كنت عائدا من بغداد بعد تفريغ حمولتي وأثناء مروري بالفلوجة وكنت أعبر جسرا قديما مقام على نهر الفرات توقفت سيارة صغيرة امامي فجأة مما إطرني للإنحراف الى اليسار دون الأنتباه في المرآة تفاديا لسحق السيارة المتوقفة أمامي وكانت المصيبة أن هنالك سيارة تتجاوزني وموقعها في منتصف شاحنتي وحدث الحادث الذي كاد ان يوقع السيارة الصغيرة في النهر لولا لطف الله المهم حصلت للسيارة أضرار ليس بالبسيطة وتوجهت انا وسائق السيارة العراقي الى مكتب المرور لأخذ الأجرائات وكانت الطامة حيث ان يوم غد وقفة عيد الأضحى ولا سبيل لإنهاء المعاملة قبل عطلة العيد فقلت للعراقي تعال نعود للسيارات وسأقوم بتعويضك عن الأضرار بإذن الله وعدنا وكانت غيبتنا لا تتجاوز النصف ساعهوهنا أخواني أسجل لكم نخوة اهل ديرأبان فعندما وصلنا للسيارات كان هنالك إن لم أبالغ ووالله اكثر من عشرين شاحنه دربانية في إنتظاري يغلقون الشارع إلا من فتحة بسيطة تسمح بمرور سيارة واحدة بصعوبة وإستقبلوني بالعناق وبقولهم حمدا لله على السلامه وعندما رأى العراقي هذه النخوة طلب مبلغ 1350 دينار كتعويض عن سيارته وكانت المصيبة بالنظام الأشتراكي حيث لم يكن مسموح للشخص ان يدخل مبلغ أكثر من 100دينار فقط وكنا نخبيء مبلغ 100-150 دينار للنائبات فأمسك وائل جميل شحادة ابو سخن دفتر وقلم وأخذ يسجل الأسماءوالمبالغ المجموعه من كل واحد وفي أقل من 5 دقائق كان المبلغ بيد العراقي وأخذنا منه المخالصة وقلت لأخواني بعد العيد ستكون هذه الورقة في مكتب اخونا يوسف رشدي رشيد مع المبالغ المدفوعه وشكرا لتعاونكم فرد الجميع هذا واجب علينا والواجب لا شكر عليه وتحركنا بشكل رتل له مهابة المواكب الملكية الى ان دخلنا الحدود الأردنيه وتفرقنا كل في إتجاهه ولاكن بقيت أخوتنا في قلوبنا وعقولنا دروسا للأجيال القادمة
فكل الشكر لأهالي ديرأبان على ما زرعوه في اولادهم من تأخي وحب ونخوة نتغنى بها ما بقينا وبقي الزمان
أطلت عليكم فإعذروني